Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

لا تتدّخر خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي أدنى جهد في انتهاز الظروف والتطوّرات المتسارعة على الساحة الإقليمية عامة والسورية على وجه الخصوص؛ للظهور مجدّداً، والإعلان عن نفسه ووجوده كلاعبٍ مؤثّرٍ ونشط حتى بعد دحره وسقوطه على يد قوات سوريا الديمقراطية الحليف الأساسي للتحالف الدولي ضد التنظيم المتطرّف قبل أعوام.

ويبدو أن القائمين على تسيّير أمور التنظيم في الخفاء رأوا في انشغال القوى الدولية عنهم هذه الفترة فرصةً سانحة لزيادة مستوى نشاطهم في جغرافية سوريا، لاسيما شرق الفرات والبادية على وجه الخصوص.

داعش.. حرب العصابات

العمليات الميدانية لخلايا التنظيم المتشدد في تزايدٍ مستمر لاسيما في مناطقَ ومواقع تُعدّ ساحة خصبة لتلك العناصر باستهداف المدنيين والعسكريين على حدٍّ سواء، بعد فترة هدوء نسبي عاشته تلك الخلايا خلال الأسابيع القليلة الماضية.

شاهد/ي: خضار الساحل السوري بين احتكار السلطة ومعاناة المزارعين

وليست حادثة مقتل سبعة عناصر من القوات التابعة للحكومة في دمشق وإصابة 10 آخرين، إثر استهداف حافلة كانت تقلّهم قرب مدينة تدمر في ريف حمص وسط البلاد في الـ 21 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عن طريق استخدام لغم أرضي زُرع لتفجير حافلة الجند.، إلا ليتجدد معها تهديدات “داعش” ومخاطره، فقد استهدف مسلحون من خلايا تنظيم “داعش” بالرصاص المباشر، شخصا يعمل مراقب محروقات بمجلس دير الزور المدني التابع للإدارة الذاتية، في بلدة الصبحة شرق المحافظة
وفي الثالث والعشرين من الشهر الفائت بمحافظة دير الزور أيضا قُتل عنصران وأصيب 2 من ميليشيا “لواء القدس”، إثر هجوم مباغت لخلايا تنظيم “داعش” على مواقع تلك الميليشيا، وذلك على طريق حقل التيم – الميادين، في بادية الميادين شرقي دير الزور.

وفي كانون الأول/ ديسمبر الفائت أيضاً استشهد عنصران من قوات سوريا الديمقراطية إثر الهجوم المباغت من قِبل خلايا “التنظيم”، على سيارة لـ” قسد” في سوق بلدة الحوايج شرقي دير الزور، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 4 من “قسد” بالإضافة لمقتل مدني وإصابة آخر بجروح بليغة.

و في محافظة الحسكة كذلك أستشهد عنصرٌ من قوى الأمن الداخلي” الأسايش”، نتيجة استهدافه بالرصاص من قِبل مسلحين يستقلون دراجة نارية يرجّح تبعيتهم لخلايا تنظيم” داعش” في قرية عجاجة التابعة لبلدة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.

وفي دير الزور أيضاً استهدف مسلحون من التنظيم المتطرف كانوا يستقلون دراجات نارية، بالأسلحة الرشاشة، في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر الفائت، عضو (كومين) في الإدارة الذاتية ببلدة أبو خشب شمال المحافظة مما أدى إلى مقتله.

وفي السابع عشر من شهر  ذاته وبعيداً عن مناطق الشرق السوري شهدت محافظة حلب استشهاد عنصرٍ من قوى الأمن الداخلي (الأسايش) أثناء تأديته نوبة الحراسة في نقطة عسكرية بريف منبج الغربي شمال شرق المحافظة، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة مجلس منبج العسكري، حيث تم استهدافه بخمس طلقات نارية من قِبل مسلحين يستقلون دراجة نارية يُرجّح تبعيتهم لخلايا تنظيم” داعش”، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان” فقد نفّذت خلايا التنظيم الإرهابي منذ بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، 9 عمليات ضمن المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية، أدت لاستشهاد 8 بين مدنيين وعسكريين جرت في ريف ديرالزور.

 

أمّا في الجهة المقابلة فقد نفَّذت وحدات مكافحة الإرهاب التّابعة لـ”قسد” وبالتَّعاون مع قوّات “التَّحالف الدّوليّ”، عمليَّة أمنيَّة بمدينة الرقة، في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وألقت القبض على عنصرٍ من خلايا التنظيم الإرهابي، حيث داهمت القوات مكان اختبائه، وتمكَّنت من إلقاء القبض عليه وبحوزته العديد من الهواتف الذكيَّة، إضافة إلى وثائق وثبوتيّات شخصيَّة، حيث جرى اقتياده إلى جهة أمنية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية .

وفي السياق نفسه اعتقلت عناصر شعبة المخابرات العسكرية في وقتٍ سابق ليس ببعيد، شخصين أحدهما مصاب بجروح، من أبناء قرية الزغير شامية في ريف ديرالزور الغربي، بتهمة الانتماء لخلايا تنظيم “داعش”، أثناء محاولتهما التسلل عبر المعابر النهرية باتجاه مناطق الإدارة الذاتية.

إذاً فخطر خلايا “داعش” لم ينتهِ بعد، بل على العكس لربّما هو في تزايدٍ مستمر، بحسب مراقبينَ لشؤون الجماعات الراديكالية، ولعل ما يشهده الإقليمُ من ظروف مواتية ومشجّعة؛ لاسيما الاحتكاكات الأميركية – الإيرانية الأخيرة في دير الزور شرقاً، والتوترات على الحدود السورية – الأردنية بسبب شبكات تهريب “الكبتاغون”، ومحاولة إضعاف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بسبب الاعتداءات التركية وتهديداته باجتياح بري، يُزيد من هواجس وأخطار عودة التنظيم المتطرف مجدّداً.

المخيمات؛ شمس داعش الباردة

يُعدّ وجود عوائل “داعش” في مخيماتٍ مختلفة ضمن مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من أخطر التحّدیات التي تهّدد الأمن المجتمعي وأمن المواطن السوري بشکل عام على المَدّيين المنظور والبعيد، وإن الخطورة الحقيقية تکمن في إعادة تأهيل هذه العوائل وطبیعة التعامل معها، لاسّیما مع الإیدیولوجیة المتطّرفة التي تحملها أغلب تلك العوائل المحتجزةِ في مخیمات متعددة بشمال شرق سوريا، لا سيما مخيم الهول على وجه التحديد.

شاهد/ي: مراسيم عفو متتالية.. أين المعتقلين منها؟

فأغلب المحتجزين يساندون التنظيم من خلال نشرهم للأفكار المتطرفة، وبحسب خبراء هم بمثابة قنابلَ موقوتة قد تنفجر في أي وقت، خاصة بعد توفّر الفرصة المناسبة. فهذه العوائل عواملٌ مساعدة محتملة لتجديد أنشطة “داعش” وفرصةٌ لإعادة تشكيل ما تمّ دحره على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعمٍ من التحالف الدولي لمحابة تنظيم “داعش”، كونهم تربّوا وسط مشاهد العنف والتفجير والقتل وغسيلٍ للأدمغة، الأمر الذي من شأنه أن يكون الدافع لبناء جيلٍ أشدّ عنفاً وقسوة من الإرهابيين الحاليين. ولا يخلو مخيم الهول خاصة في الأشهر الأخيرة الماضية من توتّرات عدّة مع توثيق محاولات هرب منه أو طعنِ حراسٍ من قِبل نساءٍ متشددات، يحاولن فرض سيطرتهن على أغلب أقسام المخيم.

الإدارة الذاتية بين مطرقة رفض الدول وسندان مخاطر عوائل “داعش”

وترفض غالبية الدول استلام رعاياها من المحتجزين سواءاً في السجون أو حتى في المخيمات المختلفة في شمال وشرق البلاد، على الرغم من النداءات المتكررة للإدارة الذاتية، ويطالب أهالي المنطقة الدول بتسلّم رعاياها من المخيمات، أو بالمساهمة في إنشاء محكمة دولية لمقاضاة المرتزقة، الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق مواطني سوريا والعراق وبلدان أخرى حول العالم.

ويضم مخيم الهول الواقع على بعد 45 كيلومتراً شرقي الحسكة وحده، بحسب آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الإدارة الذاتية، نحو55825 شخصاً بينهم 28723 من حاملي الجنسية العراقية و18848 نازحاً سورياً و8254 من الجنسيات الأجنبية.

وسيم اليوسف-إعلام مسد

المشاركة