Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

“استراتيجيةٌ ممنهجةٌ” جديدة تتّبعها تركيا، لمهاجمة مناطق شمال وشرق سوريا تتمثّل بتدمير البنية التحتية لتلك البقعة الجغرافية، من خلال قصف المنشآت الحيوية والمرافق الخدمية والمَدنية، مستهدفةً بذلك عرقلة أي مشروعٍ سياسي حقيقي قد يتحقق في المنطقة.

في تصعيد تركي واضح ضد مناطق شمال وشرق سوريا، ركّزت الهجمات التركية من جديد على البُنية التحتية في شمالي وشرق البلاد، وتحديداً محطات الكهرباء والغاز وكذلك منابع وآبار النفط، ما أدى إلى تدمير سبع محطات كهربائية وخروجها عن الخدمة، الأمر الذي تسبّب بانقطاع الكهرباء تباعاً عن سكان المنطقة، وتوقّف محطات ضخ المياه التي كانت تغذّيها تلك المحطات التي استهدفتها المسيّرات التركية، على مدار أيام الأسبوع الجاري.

فبعد فشل تركيا في تنفيذ خطتها لشنّ حملة عسكرية جديدة في شمال سوريا واحتلال أراضٍ أخرى بغية تحطيم أي مشروع مدني هناك، حكومة العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، لا توفّر على نفسها أي ذريعة للهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا وزعزعة أمنها وترويع سكّانها الآمنين،

شاهد/ي: البربرية التركية في شمال سوريا.. إرهاب ممنهج يطال البشر والحجر

وبحسب مراقبين فإن هجمات تركيا واستهدافها للبُنى التحية في الشمال السوري ليست إلا ردّاً على تلك الإجراءات التي أقدمت عليها “الإدارة الذاتية” متمثّلةً بكافة مكونات المنطقة من كردٍ وعربٍ وسريانٍ وآشوريين وغيرهم، لاسيما تلك التغييرات في بنيتها الإدارية والسياسية لصالح كافة أطياف وقوميات سكانها، وإطلاق “عقد اجتماعي” جديد للمنطقة، ومؤخراً التغييرات التي حصلت في مجلس سوريا الديمقراطية(مسد) و الانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية في دحر الإرهاب وحماية المنطقة، وبالتالي فإن “الإدارة الذاتية” بصدد تحقيق خطوات حقيقية وهامة نحو بناءِ مشروعٍ سياسي حقيقي، يعبّر عن رغبات وحقوق أبناء المنطقة، وهو ما يؤمّن استقرار المنطقة واستدامتها.

الاستهدافات التركية

وفي سياق استهدافات تركيا الممنهجة، قصفت مسيّرة تركية، صباح يوم الاثنين 15 كانون الثاني يناير الجاري، محطة كهرباء مدينة القامشلي، حيث يُعتبر هذا الاستهداف هو الثاني خلال يومين.

كما وخرجت المحوّلة الأولى والثانية عن الخدمة في محطة كهرباء مدينة الدرباسية جرّاء القصف التركي صباح اليوم ذاته، مما أدى لإصابة أحد العمال، بحسب العديد من الناشطين والمصادر المحلية.

واستهدفت المسيّرات التركية صباح يوم الاثنين أيضاً، حقل رميلان النفطي شرق القامشلي بالإضافة إلى مواقع مَدنية أخرى في مناطق شمال شرقي سوريا.

كما وقصفت المسيّرات التركية، خلال الأيام الماضية، عدّة محطات لتوليد الكهرباء في المنطقة، بالإضافة إلى العديد من المرافق الحيوية والخدمية، ما أدى إلى خروج غالبية الآبار التي تغذّي مراكز المدن الرئيسية وريفها بالمياه عن الخدمة أيضاً.

وبحسب أخر إحصائيات، فإن القصف التركي المتواصل على مناطق شمال وشرق سوريا أسفر عن خروج تسع محطات كهربائية عن الخدمة، وهي:
محطة تحويل درباسية 66/20Kv.
محطة تحويل عامودا 66/20Kv.
محطة تحويل قامشلو شمالية 66/20Kv.
محطة تحويل تربسبيه 66/20Kv.
محطة تحويل ديرك 66/20Kv.
محطة تحويل سويدية 66/20Kv.
محطة تحويل تل كوجر 66/20Kv.
محطة تحويل تل علو 66/20Kv.
محطة تحويل طويل 66/20Kv.
منشأة توليد الكهرباء السويدية خارجة عن الخدمة. معمل غاز السويدية خارج عن الخدمة – نتيجة أستهدافها بشكل مباشر ب/4/ ضربات.
كما تم استهداف ورشات و هنكارات العمل بمدينة رميلان ب/ 6/ ضربات.
عدد العناصر العاملة في مجال الطاقة والذين تعرّضوا لجروح متفاوتة هم /7/.
عدد البلدات و المدن التي هي بدون كهرباء عددها /9/، وهي:
مدينة الدرباسية
مدينة عامودا
مدينة تربسبيه
مدينة ديرك
مدينة كركي لكي
مدينة جل آغا
مدينة تل كرجر
مدينة تل حميس
مدينة قامشلي بنسبة 50%.

أما إجمالي عدد القرى التي انقطع عنها الكهرباء فقد بلغ /2232/ قرية.
وبلغ مجموع عدد ضربات للمنشأت النفطية و الغازية بشكل كامل / 73/ ضربة.
خروج معظم المنشأت الحيوية والخدمية من أفران و مطاحن و مشافي عامة و آبار المياه و محطات ضخ المياه و المستوصفات عن الخدمة نتيجة انقطاع الكهرباء عنها.
واستهدف قصف تركي محطة مدينة كوباني لمرّتين، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عنها وعن 400 قرية تتبع لها.

شاهد/ي: في 2024 .. الاقتصاد السوري بلا رؤى وملامح ضبابية

كما وقصفت مسيرة تركية محطة نقل الكهرباء في عين عيسى بريف الرقة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عنها و150 قرية تابعة لها.

وفي مقابل ذلك، قالت الإدارة الذاتية، في بيانٍ لها يوم الإثنين 15 كانون الثاني يناير الجاري، إن تركيا شنّت أكثر من 70 ضربة خلال هجماتها الأخيرة على شمال وشرق سوريا، معتبرة خلال مؤتمر صحفي، أن تركيا تنتهج “سلوكاً عدونياً” تجاه شعب المنطقة، متجاوزةً كافة القوانين والأعراف الدولية. وفي الوقت ذاته حذّرت هيئة الإدارة المحلية بالإدارة، من انقطاعٍ طويلٍ للمياه بسبب القصف التركي المستمر على مناطقها.

الهجمات تستهدف استقرار المنطقة

في سياق الهجمات التركية المتكررة على المنطقة تحت ذرائع واهية، يؤكّد محللون أن المدنيين هم مَن يدفعون ثمن هذه الهجمات، فيما تدّعي تركيا أنها تلاحق مَن يمثّل خطراً على ” أمنها القومي”، كما أعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت الماضي، عن “تحييد 57 مسلحاً في شمال العراق وسوريا”. لكن الوقائع تقول عكس ذلك، إذ دُمّرت أجزاءٌ ومواقعُ كثيرةٌ من البنية التحتية في مناطق شمال وشرق سوريا.

فتركيا متخوّفة وبشكلٍ جَدّي من إقامة مشروع سياسي حقيقي في شمال وشرق البلاد، وبالتالي تتحجج في كل مرة خلال اعتداءاتها على تلك المناطق بـ”حماية الأمن القومي التركي” وملاحقة ما تسمّيهم “الإرهابيين”، على الرغم من أن هذه الذرائع باتت مراوغة متكررة وتقليدية، للتعمية على هجماتها ضد مناطق الشمال السوري، فهي بهجماتها وقصفها لا تستهدف سوى المنشآت الحيوية والبنية التحتية من أجل تجويع سكان المنطقة وتدمير المرافق والبنية التحتية عموماً وشلّ مقدرات الإدارة الذاتية، وتأليب سكان المنطقة عليها وتالياً دفع أو “إجبار” سكان المنطقة نحو التهجير، وهذا ليس بالأمر الجديد، حيث ذكرت تقاريرَ حقوقية دولية عدة، أن تركيا تمارس منذ سنوات عدة أساليب في المناطق السورية المحتلّة من قِبلها من أجل تهجيرهم وإحداث تغيير ديموغرافي بتلك المناطق.

وسيم اليوسف إعلام مسد

المشاركة