أربع أيام على التوالي واصل الاحتلال التركي غاراته الجوية بالطائرات المسيّرة والحربية على معظم مناطق شمال وشرق سوريا مستهدفة مناطق سكنية وبُنى تحتية من منشآت خدمية حيوية عامة وخاصة ومحطات المياه والكهرباء والحقول النفطية ومعامل لتعبئة الغاز، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي إلى جانب خروج جميع هذه المنشآت من أفران ومطاحن ومشافي ومستوصفات وآبار ومحطات المياه عن الخدمة وحرمان مئات آلاف المدنيين منها، مما رفع أصوات السوريين للمطالبة بضرورة التدخل لوقف التصعيد.
في ظل الهجمات الممنهجة من قِبل الاحتلال التركي، السوريون من مختلف الجغرافية السورية لم يجدوا وسيلة سوى التنديد ومناشدة السلطة في دمشق ليكون لها موقفاً واضحاً، ومطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للقيام بدور أكبر إزاء هذا العدوان.
فبدوره الناشط السياسي عمار شرف من محافظة السويداء، أدان واستنكر الهجمات التركية التي تستهدف الثروة الوطنية والبنية التحتية والخدمية والمنشآت العامة.
شاهد/ي: تركيا تستهدف مشروع الإدارة الذاتية
وأعتبر أي اعتداء على أي شبر من سوريا سواء كان في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب هو اعتداء على كل سوريا.
وناشد كل أحرار سوريا بتوجيه نداء إلى المنظمات الدولية ودول العالم لوضع حدٍّ للاعتداءات المستمرة للنظام التركي ومحاسبته على هذه الجرائم والانسحاب الفوري من كافة الأراضي السورية التي احتلها ويتواجد بها، إلى جانب تعويض كل ما لحق بالشعب السوري من خسائر وأضرار.
وقال الناشط السياسي حول موقف سلطة دمشق تجاه هذه الاعتداءات ” كنا نتأمل أن يكون للحكومة السورية موقف واضح ومعلن اتجاه هذه الاعتداءات ولا سيما أنها تشمل أراضٍ سورية والأرواح التي تزهق هي سورية والضرر والدمار يستهدف ثروات سورية، وهي ملك كل السوريين”.
هذا وطالب الحكومة السورية أن يكون لها دوراً فعالاً وحازماً تجاه هذه الاعتداءات العدوانية التي تنهتك الكرامة والسيادة السورية”.
من جانبها أدانت الفنانة التشكيلية والمحاضرة بجامعة حلب سمر العاصي، الضربات التركية على شمال وشرق سوريا، مطالبة المجتمع الدولي بوقف كل الاعتداءات على سوريا.
وفي السياق ذاته، الناشطة المدنية والمحاضرة في الجامعة الافتراضية السورية غادة نعيم من دمشق، عبرت عن قلقها قائلة “استمرار القصف التركي على مناطق شمال وشرق سوريا هو امعان في العدوان وتكريس لشروط تخدم اهدافه وأطماعه الواضحة، ولإبقاء المنطقة على حالة متوترة”.
وأضافت “استهداف المنشآت والبنى الحيوية في مدن ومناطق الشمال الشرقي السوري اليوم ما هو الا محاولات حثيثة لضرب كل مقومات الحياة والاضرار بالسكان وانتهاك الاستقرار”.
وكما ذكرت أن الشعب السوري رغم كل ما مرّ به ما زال يحاول المقاومة بالتظاهرات والعمل على تحريك الرأي العالمي، مؤكدة على الدور الكبير الذي يقع على عاتق المنظمات والنشطاء المدنيين السوريين في المتابعة بتصعيد إيصال ما يحدث الى العالم.
وأكدت الاكاديمية السورية بأن السوريين اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة الى تجسير هوّة الانقسام وتوحيد الجهود وتضافرها لحماية الحدود والبلاد من كل طامع.
شاهد/ي: البربرية التركية في شمال سوريا.. إرهاب ممنهج يطال البشر والحجر
بدوره نوّه مقداد عبود دكتور في علم الاجتماع بأن المطلوب من السوريين جميعاً أن يعملوا سياسياً وعسكرياً ضد الاحتلال التركي وكل احتلال.
وحمّل الأكاديمي السوري من الساحل السوري مسؤولية هذا العمل لجميع القوى الفاعلة حيث قال، “مختلف الأحزاب السياسية والشخصيات الفاعلة المستقلة معنية بهذا الكفاح الوطني التحرري”.
ويجدر بذكره أن الهجمات العدائية الاخيرة لدولة الاحتلال التركي قد طالت بدءاً من المالكية بأقصى شمالي شرق سوريا مروراً بالقامشلي وعامودا ووصولاً ألى منبج وكوباني عشرات المواقع أصبحت هدفا للتصعيد التركي.
وعلى مدار أربعة أيام واصل الاحتلال التركي تصعيده مستهدفا عبر طائراته المسيرة المزيد كمحطات الكهرباء ومنشآت النفط والغاز ومؤسسات خدمية واقتصادية ومنشآت مدنية، حيث طالت الهجمات أكثر من 75 موقعاً في شمال وشرق سوريا منذ الثاني عشر من كانون الثاني من هذا العام.
وأسفرت الهجمات التركية المتواصلة على مناطق شمال وشرق سوريا عن وقوع العديد من الشهداء والجرحى، وتسببت بخروج معظم محطات الطاقة عن الخدمة وانقطاع الكهرباء والمياه عن مئات المدن والقرى إضافة لخسائر مادية كبيرة.
لينا العلي- حلب