Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

بقلم: د. محمود المسلط

الوضع الإقليمي والدولي يشهد تطورات مهمة تؤثر على السلم والأمن الدوليين.

‏تحولاتٌ كبيرة يشهدها الشرق الأوسط لا تزال تحمل في طياتها تداعيات كبيرة يمتد تأثيرها إلى أبعد الحدود العالمية مما يخلق تحديات وتداعيات خطيرة على السياسات الدولية وعلى السلام والاستقرار الدوليين .
‏إن الحرب في غزة لها تحديات تفرضها الجهات الفاعلة غير الحكومية وهي المليشيات التي لا تتمتع بالقدر الكافي من التسليح أو التدريب أو التمويل غير الدول التي تمتلك العدة والعتاد.

إسرائيل خاضت حروباً مع الدول المجاورة لم تكن تأثيرها على إسرائيل مثل الحروب غير التقليدية مع منظمة التحرير الفلسطينية أو حماس أو حزب الله .

لكن السابع من أكتوبر كانت نقطة تحوّل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث فاجأت إسرائيل والعالم لنشهد ما نشهده على مدار شهور من قتلٍ وتدمير على شعب أعزل ليس له ناقة ولا جَمل في الصراعات القائمة بين الدول وتصفية الحسابات التي لعبت في خلط الأوراق الإقليمية ليكون الفلسطيني هو من يدفع الثمن.

الولايات المتحدة واجهت نفس التحديات في أفغانستان والعراق وسوريا،  وأدركت خطورة وصعوبة هذه الحروب.

شاهد/ي: الثورة السورية.. أسبابها وتداعياتها

اليوم تتلقى الولايات المتحدة الأمريكية الضربات المتتالية على قواعدها الموجودة في سوريا والعراق من قِبل الميليشيات الموالية لإيران وكان الرّد الأمريكي دائماً حريصاً على احتواء الضربات حفاظاً على استقرار نسبي وعدم الانجرار إلى حرب غير معلنة مع إيران.

أمّا تركيا فتراقب من بعيد مجريات الأحداث مع بعض التصريحات الخجولة بالنسبة لمجريات الأحداث في غزة والسودان، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو ودول الخليج العربي، والانشغال بأرسال المسيّرات إلى شمال شرق سوريا والعراق لضرب البُنى التحتية والمنشآت الخدمية للشعب السوري بحجّة محاربة حزب العمال الكردستاني.

المملكة العربية السعودية والسداسية العربية ومنذ بداية الهجوم البري الاسرائيلي عملت على إيجاد حلولٍ وصيغ تفاوضية لهذا الصراع لوقف إطلاق النار وإعادة المحتجزين والأسرى، لكن لم تثمر هذه المحاولات بأي نتيجة بسبب التعنّت الإسرائيلي الذي يريد القضاء على حماس.

إن الحرب الإسرائيلية في غزة إن طال أمدها زادت الاحتمالات إلى عواقب أوسع نطاقا تتجاوز الحدود الإسرائيلية الفلسطينية، ولها عواقب اقتصادية وسياسية كبيرة.

‏الصراع في غزة يرسم خارطة جديدة وملامح مستقبل جيوسياسي جديد تعدى النزاعات الإقليمية بل أصبح كارثة دولية خطيرة ذات أبعاد اقتصادية وسياسية كبيرة.

‏حيث ارتفاع أسعار النفط عالمياً وارتفاع أسعار الغذاء ومشاكل الملاحة البحرية في البحر الأحمر من قِبل الحوثيين.

‏إن انجرار الولايات المتحدة إلى حربٍ غير مقصودة مع نشر البنتاغون مجموعتين من حاملات الطائرات بالإضافة إلى عدد كبير من الصواريخ وتهيئة عدد من الجنود الأمريكان ‏للذهاب إلى مناطق عدة في العالم لاستعراض وإظهار القوة الأمريكية في مناطق كثيرة من العالم يبعث برسائل قوية إلى الصين وروسيا.
‏لقد أثارت هذه الحرب انقسامات عديدة بين المؤيدة لإسرائيل أو الفلسطينيين وحتى في حلف الناتو هناك انقسامات واضحة بين مؤيدين ومعارضين لهذه الحرب الطاحنة .

‏المؤشرات تظهر أن الصين هي الرابح الأكبر من هذه الصراعات حيث تراقب بجدّية كيف يتم التعامل مع هذه الصراعات والحروب من خلال استنزاف الولايات المتحدة في الحرب الروسية الأوكرانية التي أصبحت عبئاً امريكياً في سنة انتخابات الرئاسة الأمريكية، يعوّل فيها الحزب الجمهوري على إعادة سيطرته على مجلس النواب والبيت الأبيض، وعبئاً ثقيل على الاقتصاد والكاهل الأمريكي والأوروبي.

شاهد/ي: إصرار غربي بضرورة إشراك مسد في الحل السياسي لضمان سوريا موحّدة ديمقراطية

‏إن البيئة الجيوسياسية قد تغيرت ومن الصعب رؤية الولايات المتحدة وروسيا تضعان خلافاتهم الاستراتيجية جانباً في هذه المرحلة من أجل تنفيذ إصلاحات حقيقية وسلام مستدام، يؤدي إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي.

نعم الرابح الاكبر هو الصين في هذه الحروب الباهظة التكاليف دون الغوص بالتفاصيل بل تحاول بناء قدراتها العسكرية وتوسيع نفوذها على جميع الجغرافيا الدولية.

السلام يحتاج إلى إرادة سياسية كبيرة من قبل الدول المؤثرة في السياسة الدولية .

‏لقد مرّت الساحة الدولية بإدارات وقادة أصرّوا على بناء عالم حر وديمقراطي يتجانس مع الفكر والنهج الغربي الديموقراطي على مرّ العقود الماضية .

فكم انفقت الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وتركيا وإيران وإسرائيل ودول العالم على هذه الحروب التي جلبت الويلات لشعوب المنطقة والعالم، ولو تمّ صرف هذه الأموال لبناء البلاد والعباد وبناء عالم يسوده السلام والتسامح وينعم بالأمن والامان والاستقرار لرفعنا رايات المحبة والاحترام لتلك الدول.

لم يعُد أحدٌ يكترث بالقانون الدولي الذي يحمي حقوق الإنسان وينظّم سير الأعمال وما يجري في غزة وسوريا وأوكرانيا والسودان من اقتتال وحصار وتجويع، وصمة عار على الضمير الجماعي للإنسانية .
قوانين الحرب العالمية واضحة ويجب احترامها في جميع الأحوال والظروف
ويجب محاسبة من ينتهكها لكن مَن يحاسب مَن ؟
ختاماً يستذكرني قول الرئيس أبرهام لينكن:
تستطيع القوة أن تنتصر، لكن انتصاراتها لا تدوم طويلاً.

د. محمود دحام عبد العزيز المسلط
الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية

المشاركة