كسبت قوات سوريا الديمقراطية ثقة أبناء المنطقة والقوى العالمية، أصبحت النواة لكافة القوات المعتدلة والمؤمنة بالفكر الديمقراطي والتعايش المشترك، لاقت الحملة صداً كبيراً إقليمياً وعالمياً، لذلك رجحت لقيادة حملة تحرير المعقل الرئيس لعاصمة الخلافة المزعومة لمرتزقة داعش في العالم.
أعلن 13 فصيل وقوى من بينهم وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات الاسايش وقوات الصناديد في 15 تشرين الأول 2015 عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية. بهدف تحرير مناطق روج آفا وشمال سوريا من مرتزقة داعش والدفاع عن شعوب المنطقة. جميع أفراد هذه الفصائل والوحدات والقوات هم من أبناء مكونات روج آفا وشمال سوريا من الكرد، العرب، السريان، الاشور، الأرمن وحتى الإيزيديين.
واتخذت القوات مبادئ وقيم الأمة الديمقراطية في نضالها، وأصبحت القوات أملاً لشعوب المنطقة في روج آفا والشمال السوري لتحريرها. لأن القوات ابتعدت بشكل كامل عن الأفكار الضيقة والعنصرية والشوفينية والقوموية والمذهبية والطائفية والعنصرية، مخالفة بذلك في كل شيء ما اتبعته معظم القوى والمجموعات التي ادعت أنها تهدف لتحرير سوريا، كمرتزقة “حركة أحرار الشام، جبهة النصر، مرتزقة داعش، لواء سلطان مراد ومؤخراً ما يسمى بدرع الفرات المدعومة تركياً وغيرها من المجموعات المرتزقة بمسميات مختلفة”.
ونظراً للمبادئ والقيم والأخلاق التي تحلى بها مقاتلي ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة استنجد أبناء كافة المناطق التي كانت تحت سيطرة مرتزقة داعش بهذه القوات، بدءاً من الحملة الأولى التي أطلقتها القوات في 15 تشرين الأول لتحرير ريف حسكة الجنوبي وتحديداً في منطقة الهول تلبيةً لنداءات أهالي المنطقة، وحررت القوات خلال الحملة بلدة الهول و196 قرية ومزرعة تقدر مساحتها بـ 1400م2.
أما الحملة الثانية كانت في منطقة تشرين الواقعة جنوبي مقاطعة كوباني التي أطلقت في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2015 والتي استمرت لعدّة أيام، وتم تحرير المناطق الواقعة بين بلدة صرين وسد تشرين والتي تقدر المسافة بينهما 60 كلم.
والثالثة أطلقتها القوات في 28 شباط 2016 باسم حملة الانتقام لإيلين وجودي، بعد هجمات مرتزقة داعش على المنطقة وقرى كري سبي بدعم تركي عبر فتح حدودها أمام المرتزقة، وشملت الحملة المنطقة الممتدة من جبل كزوان (عبدالعزيز) حتى شمال الرقة، وخلال الحملة تم تنظيف المنطقة الواقعة بين جنوب غرب حسكه والريف الشمالي الشرقي لمدينة الرقة، إضافة لتشكيل حزام دفاعي حول مقاطعة الجزيرة ومنطقة كري سبي.
خلال الحملات الثلاث حررت القوات آلاف المدنيين من ظلم وبطش مرتزقة داعش، وقامت بتنظيف قراهم من مخلفات مرتزقة داعش بشكل كامل، وساهمت القوات في تأمين احتياجاتهم اليومية. كما كان لحملات قوات سوريا الديمقراطية صدى واسع في الداخل السوري والعالم خلال فترة زمنية قصيرة، ونظراً للأخلاق والقيم التي تحلت بها القوات انضمت قرابة 20 فصيل عسكري أخر إلى كنفها. كما دفع بالعشرات من الشباب من الدول الأوربية للانضمام إلى صفوف القوات وضحوا بحياتهم خلال تلك الحملات، كالمقاتلة عائشة دنيز التي استشهدت خلال حملة غضب الفرات، والمقاتلين روبين آكري الاسم الحقيقي ميشيل إسرائيل من ولاية لودي/كاليفورنيا وجوان زانا الاسم الحقيقي آنتون لسجك من ولاية بيلفيلد في ألمانيا اللذان استشهدا في حملة منبح 26 تشرين الأول 2016.
كما تحالفت قوات سوريا الديمقراطية مع الولايات المتحدة الامريكية وقوات التحالف الدولي ضد مرتزقة داعش في سوريا، وكانت بذرة ذاك التحالف أثناء تصدي وحدات حماية الشعب والمرأة لهجمات مرتزقة داعش منتصف عام 2014 قبل تأسيس القوات، وتطور التنسيق والعلاقات على أساس تلك التحالف إلى ما بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات جزءً اساسياً منهم، وبموجب ذلك التحالف أطلقت القوات أكبر حملة لها منذ الإعلان، ألا وهي حملة غضب الفرات لتحرير الرقة من مرتزقة داعش في 5 تشرين الثاني.
جميع محاولات تشويه القوات بآت بالفشل
سيط وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية لم يرق لبعض الدول المجاورة وعلى راسها تركيا التي حاولت تشويه صورة الوحدات والقوات وقامت بخلق افتراءات وادعاءات لا أساس لها عبر منابرها الإعلامية وكذلك بعض الدول العربية كقطر والسعودية. لان القوات والوحدات لم ترتكب اية ممارسات لا أخلاقية بحق المجتمع وأبناء المنطقة بعكس ما فعلها باقي الفصائل والمجموعات التي كانت وما تزال تتلقى الدعم والأسلحة من تلك الدول، كمرتزقة درع الفرات الذين ارتكبوا أفظع المجازر بحق أبناء الشمال السوري، ومرتزقة احرار الشام الذين دمروا كافة البنى التحتية في حمص وحلب ومناطق الشهباء، وجبهة النصر وجبهة الفتح اللتان دمرتا معظم البنى التحتية في دمشق وريفها وارتكبتا أفظع المجازر هناك. بل على العكس قامت قوات سوريا الديمقراطية بحماية المدنيين في جميع حملاتها واتخذت من تحرير المدنيين اساساً لهم، ولم تخضع القوات لوصاية أحد. بل هدفهم الرئيس تحرير مدنهم وقراهم وذويهم من ظلم وبطش مرتزقة داعش.
قوات سوريا الديمقراطية الاجدر بتحرير الرقة
لذلك كانت قوات سوريا الديمقراطية هي الأجدر بعملية تحرير الرقة وهذا ما وافقت عليها القوى الدولية العظمة وخاصةً أمريكيا التي دعمت الحملة وارسلت وماتزال ترسل المعدات والأسلحة العسكرية للقوات.
وتمكنت القوات منذ انطلاق الحملة وحتى اليوم من تحرير مساحات شاسعة من مرتزقة داعش، وحررت مناطق استراتيجية كمدينة الطبقة، وسد البعث، وسد الفرات. وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية الآن مدينة الرقة المعقل الرئيس لمرتزقة داعش في سوريا والشرق الأوسط من كافة المحاور ودخلت أولى أحاء المدينة لتبدأ بالمعركة الكبرى لتحرير الرقة.
وأعلنت القوات أمس الثلاثاء المعركة الكبرى لتحرير الرقة من المرتزقة. بمشاركة “وحدات حماية الشعب، وحدات حماية المرأة، جيش الثوار، جبهة الأكراد، لواء الشمال الديمقراطي، قوات العشائر، لواء مغاوير حمص، صقور الرقة، لواء التحرير، لواء السلاجقة، قوات الصناديد، المجلس العسكري السرياني، مجلس منبج العسكري، مجلس دير الزور العسكري، قوات النخبة وقوات الحماية الذاتية وبمساندة قوية من مجلس الرقة المدني ومجلس سوريا الديمقراطية ووجهاء ورؤساء عشائر المنطقة، وتعاون فعال من قبل أبناء شعب المنطقة، وبدعم ومساندة من التحالف الدولي الذي يقوده امريكا.
على الصعيد الداخلي
وعلى الصعيد الداخلي لاقت الحملة وجميع حملات قوات سوريا الديمقراطية ترحيباً كبيراً وبشكل خاص من أهالي المناطق التي وقعت تحت سيطرة مرتزقة داعش، وهذا ما ظهر جلياً أثناء تحرير القوات لقرى الرقة، كقرية جابر الواقعة غربي الرقة والتي حررتها القوات في إطار المرحلة الثانية لحملة غضب الفرات، حيث اعتبر أهالي القرية أن تحريرهم من مرتزقة داعش ولقاءهم بقوات سوريا الديمقراطية ” بلحظة حلم”، وقالوا وبحسرة “تأخرتم علينا أين كنتم؟؟”.
ونظراً لحفاظ القوات على القيم الإنسانية في الدرجة الأولى، أصبحت النواة لكافة القوات المعتدلة والمؤمنة بالفكر الديمقراطي والتعايش المشترك، وأصبحت محل ثقة لكافة أبناء المنطقة والقوى العالمية ايضاً. لذلك لاقت الحملة صدى كبير داخلياً وعالمياً، وانضم إليها آلاف المقاتلين من أبناء المناطق المحررة حديثاً.