منذ احتلالها والسيطرة عليها في مارس (آذار) 2018 من قِبل الجيش التركي والفصائل العسكرية السورية التابعة لها، لا تزال مدينة عفرين السورية في شمال حلب ترزح تحت وطأة ممارسات وانتهاكات تلك الفصائل والقوات المحتلة، فلم يتوقف الأمر عند الابتزاز والسطو والسرقة، فلم تترك تلك الفصائل انتهاكا بحق المدنيين من أبناء المدينة إلا وارتكبته بحقهم، ولعل آخرها، إقدامها على تجريف الأراضي الزراعية بغية إنشاء مجمعات سكنية جديدة لإسكان النازحين القادمين إليها، بالإضافة إلى عمليات البحث الغير قانونية عن الآثار بين حقول الزيتون في مختلف مناطق المدينة .
فبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن فصيل “لواء الشمال” المسيطر على قرية كوباكه التابعة لناحية معبطلي، قام بقطع أكثر من 30 شجرة زيتون، بغية بيعها كحطب للتدفئة و المنفعة المادية.
كما أقدم ما يسمى “فصيل السلطان مراد” على تجريف الأراضي الزراعية المتاخمة لقرية تل طويل التابعة لناحية بلبل، بواسطة الجرافات الثقيلة بغية تحويل الأراضي الزراعية إلى محاضر بناء، وبيعها للنازحين من مختلف مناطق سوريا.
وفي ناحية جنديرس أيضاً ، أقدم قيادي في فصيل ما يسمى “نور الدين الزنكي” على اقتلاع أكثر من 300 شجرة زيتون على مدخل ناحية جنديرس تعود ملكيتها لمواطن من أهالي قرية الغزاوية التابعة لناحية شيراوا، بغية فرزها إلى محاضر لإنشاء أبنية سكنية فيها، كما أقدم فصيل “لواء المعتصم”على الإستيلاء على أملاك أحد المواطنين بذريعة عدم امتلاكه توكيل رسمي من والده المتوفى لإدارة تلك الأملاك، وكل ما يجري هو بعلم القوات العسكرية التركية المحتلة للشمال السوري بما فيها عفرين وريفها و بحسب مصادر محليّة مطّلعة، تم تقديم آلاف الشكاوى ضد ممارسات الفصائل إلى نقاط المراقبة التركية والمجلس المحلي، لكن دون جدوى.
وعلى أثر العملية العسكرية التركية “غصن الزيتون” عام 2018 نزح ما يزيد على نصف سكان مدينة عفرين وريفها والبالغ عددهم قبل الحملة نحو نصف مليون شخص، ليتمركزوا في مخيمات بمناطق الشهباء في ريف حلب الشمالي على بُعد عشرات الكيلومترات من منازلهم، ليحلّ مكانهم نازحون من بلدات الغوطة الشرقية لدمشق ومدن حمص وحماة وحلب، وغيرها من سكان المناطق التي استعادتها القوات العسكرية التابعة للسلطة في دمشق من الفصائل المعارضة، وأجبروا على ترك مناطقهم وفق اتفاق مسار «آستانة» والدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران.
وسيم اليوسف-إعلام مسد