وسط التحديات السياسية والأمنية التي تشهدها سوريا، يبرز الحوار الكردي-الكردي كرافعة أساسية لتوحيد الجهود ورسم رؤية مشتركة تخدم القضية الكردية ضمن سياقها الوطني السوري. في لقاء مع السيد نصرالدين إبراهيم، سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، تحدث عن أهمية هذا الحوار ودوره في تعزيز الاستقرار، مواجهة الإرهاب، وحماية المكتسبات الوطنية.
الحوار الكردي-الكردي كضرورة لتوحيد الموقف الداخلي
في حديثه، شدد إبراهيم على أن الحوار الكردي-الكردي يمثل ركيزة أساسية لبناء موقف مشترك بعيداً عن الخلافات الحزبية والسياسية. وقال: “إن تجاوز الخلافات الداخلية وبناء رؤية موحدة يعزز من قوة الكرد في مواجهة التحديات الراهنة، سواء كانت إقليمية أو داخلية”.
وأوضح أن إنجاح هذا الحوار يتطلب إرادة سياسية وجهوداً مخلصة من جميع الأطراف، مشيراً إلى أن وقف الحملات الإعلامية السلبية يشكل الخطوة الأولى في بناء الثقة. وأضاف أن تشكيل لجان تنسيقية مشتركة لمعالجة الخلافات يمكن أن يكون وسيلة فعالة للوصول إلى اتفاقيات تخدم القضية الكردية ضمن إطار الحل السوري الشامل.
الوحدة الكردية وأثرها على الاستقرار الداخلي ومواجهة الإرهاب
أشار إبراهيم إلى أن الاتفاق الكردي الشامل ينعكس إيجابياً على استقرار مناطق شمال وشرق سوريا ، موضحاً أن الوحدة تعزز أداء الإدارة الذاتية من خلال تحسين صياغتها وتطوير مضمونها. وقال: “الإدارة الذاتية يمكن أن تصبح نموذجاً يحتذى به إذا ما تم تطويرها بشكل يضمن حماية المكتسبات الوطنية والأمنية”.
وأكد أن توحيد الصف الكردي يقوي الموقف في مواجهة الإرهاب، ويحد من محاولات القوى الإقليمية لزعزعة استقرار المنطقة. كما لفت إلى أهمية تعزيز الشراكة مع المكونات الأخرى في سوريا، مشدداً على أن بناء بيئة سلمية ومتعددة الأطراف بين الكرد والعرب والسريان الآشوريين والتركمان يسهم في تعزيز التماسك الوطني.
استثمار النضال التاريخي لتعزيز الحقوق الكردية
تطرق إبراهيم إلى النضال الكردي التاريخي والمظلومية التي تعرّض لها الشعب الكردي، مؤكداً أن هذه التجربة توفر أرضية قوية للمطالبة بحقوق سياسية مشروعة. ودعا إلى الدفع باتجاه دستور جديد يعترف بالتعددية القومية والدينية والثقافية في سوريا.
وقال: “نحن بحاجة إلى دولة ديمقراطية لا مركزية تعترف بحقوق الجميع. يجب تثبيت هذه الحقوق في الدستور من خلال مبادئ فوق دستورية تضمن العدالة والمساواة لجميع المكونات”.
وأضاف أن الكرد يمكنهم لعب دور محوري في بناء سوريا المستقبلية، مشيراً إلى ضرورة تبني مواقف وطنية شاملة تسهم في تحويل سوريا إلى دولة ديمقراطية برلمانية تعددية تحترم حقوق جميع مواطنيها.
الحوار الكردي كجزء من الحل الوطني السوري
ربط إبراهيم بين الحوار الكردي-الكردي والسياق الوطني السوري، موضحاً أن توحيد الصف الكردي يجب أن يصب في إطار الحل الشامل للأزمة السورية. وأكد أن القضية الكردية ليست منعزلة عن القضايا الوطنية، بل هي جزء لا يتجزأ من مسار التحول الديمقراطي في البلاد.
وأشار إلى أن الكرد يمكنهم تقديم نموذج إيجابي في الإدارة والحكم يعزز من فرص المصالحة الوطنية. وأضاف: “نحن بحاجة إلى بناء مشروع وطني يضمن حقوق الجميع، والكرد يجب أن يكونوا جزءاً أساسياً من هذا المشروع”.
الحوار الكردي-الكردي لا يمثل فقط خطوة نحو تجاوز الخلافات الداخلية، بل هو أداة لتعزيز الدور الكردي ضمن مشروع وطني شامل يخدم مصالح جميع السوريين. كما أوضح سكرتير حزب الديمقراطي الكردي ( البارتي) نصرالدين إبراهيم، إن نجاح هذا الحوار سيشكل قاعدة قوية لمواجهة التحديات الراهنة وبناء مستقبل ديمقراطي لسوريا يحترم حقوق كافة مكوناتها.