Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

تمكّن تنظيم “داعش” الإرهابي رغم فقده لقياداته من الصّف الأول، وكذلك خسارته لمكامن القوّة لديه؛ مراكز سيطرته ومصادر تمويله، من تنفيذ هجماتٍ مباغتة ومتنوعة على مواقع يعتبرها ضمن “بنك أهدافه” على مناطق متفرقة على الجغرافية السورية عامةً ومناطق البادية وشرق الفرات على وجه الخصوص، معتمداً تكتيكاتٍ مختلفة؛ كالاغتيالات، والتّصيّد، وهجمات الكَر والفَر والتفجيرات وغيرها.
فتصوّرُ التنظيم المتطرّف فيما يتعلّق بالمنطقة الجغرافية والوقت في سوريا، هو عنصرٌ حاسم لإمكانية ظهوره في المستقبل المتوسط أو حتى القريب، على الرغم من تراجع حدّة هجماته في الأشهر القليلة الماضية، فتلك الهجمات كانت محدودةً نسبياً، يشنّها فردٌ أو أكثر من مقاتليه أو حتى من خلاياه النائمة.

وما كان لمثل هذا التنظيم ليستمرّ لولا عوامل عديدة تساعده في ذلك، لاسيما التضاريس المتداخلة والمعقّدة في مناطق شرق البلاد وباديتها، فهي تؤمّن له عمليات التّمويه والاختباء، إضافةً إلى إنشاء ما يُشبه معسكراتٍ للتدريب الميداني والأيديولوجي، كما تتيح الظروف السائدة من فوضى وفلتانٍ أمني في مناطق غرب سوريا من جعلها مكامن آمنة لقيادات الصّف الأول لداعش في التحرّك وإدارة عمليات التنظيم بسهولة تامة.

شاهد/ي: حراك السويداء ومستقبلها بعيون معارضي الساحل

فكلُّ ما تمّ ذكره كان الدّافع والمحرّك لعناصر التنظيم الإرهابي كي يواصل تصعيده ضد ما يراه عدّواً له سواءً أكانت قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا أو قوات الجيش السوري والعناصر المسلّحة الموالية له في وسط وبادية البلاد، فبحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”، شنّت عناصر التنظيم خلال النصف الأول من شهر شباط الجاري، 14 عملية، تمّت عَبر كمائن وهجمات مسلّحة وتفجيرات، وتركّزت بشكل رئيسي في بادية حمص، فيما قُتل نتيجة هذه العمليات 38 شخصاً، 8 منهم من تنظيم “داعش”، و30 من قوات الجيش والمسلّحينَ الموالين لها، فضلاً عن إصابة ما لا يقل عن 31 آخرين من الجانبَين بجراح متفاوتة، وفي 18 شباط/فبراير، شهدت محافظة حمص وسط سوريا مقتل ضابط في قوات الجيش، وعنصر من ميليشيا ما يسمى “الدفاع الوطني”، في هجومَين منفصلَين لعناصر تنظيم “داعش” على محوري السخنة وتدمر بريف المحافظة الشرقي، حيث دارت اشتباكات مسلّحة بين الطرفين، قبل أن تنحسب عناصر التنظيم باتجاه عمق البادية السورية.

كما شهدت محافظة الحسكة في السادس عشر من الشهر الجاري عملية اغتيال عنصر من مرتبات شعبة “أمن الدولة” التابعة لقوات السلطة في دمشق، حيث تبنّى تنظيم “داعش” العملية، وعُثر على جثّته في أرض زراعية على أطراف ثكنة عسكرية في ريف مدينة القامشلي تبعد مئات الأمتار عن الحدود السورية-التركية، وعلى جثّته آثار طلقاتٍ نارية توضّح أنّه أُعدم بالرصاص.

وفي منتصف الشهر أيضاً قُتل مواطنان اثنان من محافظة دير الزور أثناء عملهما في جمع الكمأة بسبب هجوم شنّه خلايا تنظيم” داعش” على مجموعة من العمال في بادية المسرب بريف ديرالزور الغربي، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة في دمشق، في حين تمكّن البقية من الفِرار، حيث يتعرّض الباحثين عن الكمأة معظم الأوقات لخطر الهجمات المباغتة التي يشنّها خلايا التنظيم الإرهابي.

وفي الثالث عشر من شهر شباط/ فبراير الجاري، أُصيب مقاتلان من قوات سوريا الديمقراطية “حرس مقر”، في محافظة دير الزور شرق سوريا إثر انفجار قنبلة يدوية ألقاها أحد عناصر مجموعة من خلايا تنظيم “داعش” خلال هجومهم على مقرّ القيادة العامة لـ”قسد” في البصيرة شمالي دير الزور، فيما لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، وفي هجومّ منفصل أيضاً استشهد مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الحسكة بسبب استهدافه  من قِبل خلايا تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابيّ بمدينة الحسكة يوم السبت الحادي عشر من الشهر الجاري بحسب المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية.

وفي المقابل نفّذت القوى الأمنية وبدعمٍ من قوات التحالف الدولي عملية في ريف الحسكة، أسفرت عن مقتل “أمير” بتنظيم “داعش” من جنسية عراقية برفقة عنصر آخر، إثر اشتباك مسلح مع قوات التدخل السريع التابعة لقوى الأمن الداخلي” الأسايش”، أثناء مداهمة منزلهما الواصل على طريق الخويتلة بريف الدشيشة بريف الحسكة الجنوبي.

شاهد/ي: الساحل السوري والعدوان التركي على شمال وشرق سوريا

وبحسب مصادر أمنية، فإن الأمير كان مسؤولاً عن تنفيذ 80 عملية اغتيال داخل “مخيم الهول” وخارجه، كما تمّ ضبط كمية كبيرة من الأسلحة بحوزتهما.

وتستمر قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية منذ أواخر شهر كانون الثاني/يناير الفائت العملية “الإنسانية والأمن”، بحثاً عن خلايا تنظيم “داعش”، حيث تمكّنت القوى الأمنية من اعتقال عنصرين من “التنظيم” في المخيم، وعثرت وحدات مكافحة الإرهاب على مخبأ لـ”التنظيم” في “مخيم الهول” بداخله أسلحة وذخائر.

فالمراقب للشأن الجماعات الراديكالية يرى أن إعلان سقوط “الخلافة” المزعومة في آذار/ مارس عام 2019، بعد معارك ضارية مع قوات سوريا الديمقراطية وبدعمٍ من التحالف الدولي، وفقدانه أخر معقل له في بلدة الباغوز بريف دير الزور، لايزال التنظيم المتطرّف اليوم قوّة متمرّدة ذات مستوى محدود، لكنّه قادرٌ على القيام بعملياتٍ دموية عَبر عناصره النشطة في كلٍّ من سوريا والعراق، وهذه الخلايا تتطلّع إلى تعزيز موقفها وتعبئة الموارد التي مازالت متاحة لهم في سبيل زيادة قوّتهم.

ففي التاسع من كانون الأول/ يناير 2023، اعترف “البنتاغون” بأن “داعش” لا يزال يحتفظ بمقاتلين في صفوفه، ويمكنه تنفيذ عمليات على نطاق صغير . قد لا يكون ل”داعش” تلك القوة التي كان عليها قبل، ولكن مع وجود الآلاف من المقاتلين في صفوفه، لا يزال مقاتلو التنظيم الإرهابي قادرين على تنفيذ هجمات إرهابية معقّدة، فوفق تقديراتٍ لمجلس الأمن الدولي في شباط/فبراير 2023، فإن لدى التنظيم ما بين (5000) إلى (7000) عضو ومؤيد في العراق وسوريا، (50%) منهم من المقاتلين.

وسيم اليوسف – إعلام مسد

المشاركة